إن تساقط الشعر عند النساء هو حالة أكثر شيوعًا اليوم من أي وقت مضى، وإن الاعتقاد الخاطىء بأن تساقط الشعر هو أمر نادر للغاية عند النساء، يجعلهن يترددن قبل طلب المشورة والمساعدة من الخبراء.
عند زيارتنا للحصول على الاستشارة، ستتمتعين بالخصوصية التامة وسنقدم لكِ الطمأنينة والثقة التي تحتاجينها لاتخاذ خطوة إيجابية للتعامل مع الحالة.
ومن الصعب تشخيص تساقط الشعر لدى النساء بشكل صائب، وذلك بسبب وجود عدة حالات أخرى تتجسد بنفس نمط فقدان الشعر المتفرق حيث يكون الشعر في قمة الرأس (التاج) أقل كثافة، ويحتاج الأمر إلى بعض الفحوصات لتحديد السبب الصحيح قبل بدء العلاج المناسب.
كيف نقوم بتشخيص تساقط الشعر؟
في الحالات المتعلقة بقمة الرأس، نقوم بفحص تاريخك وتاريخ عائلتك الطبي، ثم نقوم بعمل فحص ميكروسكوبي كامل لشعرك وفروة رأسك.
وعلى الأرجح ستحتاجين للقيام ببعض تحليلات الدم: تحليل الدم الكامل، ومستويات الجلوكوز، والفيريتين في الدم (مستوى فقر الدم بنقص الحديد)، وهرمونات الغدة الدرقية، ومستويات هرمونات معينة ذات صلة. وحينها سيعتمد علاجك – سواء كان طبيًا أو جراحيًا أو ببساطة تجميليًا- على السبب المحدد لتساقط الشعر. وتكون جراحة زراعة الشعر إمكانية مطروحة في العديد من حالات فقدان الشعر الدائم إذا كان هناك منطقة كافية حيث ينمو بشكل طبيعي، بشرط أن يتم تشخيص وعلاج المشكلة الصحية المتضمنة بالشكل المناسب.
ماذا بعد ذلك؟
إن التخطيط بعيد المدى هو وجه مهم جدًا من أوجه العلاج، فأثناء الاستشارة نعرّفك على مميزات وعيوب جميع خيارات العلاج المتاحة لكِ، لتتمكني من اتخاذ قرار مبني على جميع الحقائق.
يكون العلاج الجراحي خيارًا أكثر ملائمة لبعض النساء أكثر من غيرها (والبعض لا تصلح معهن الجراحة على الإطلاق)، وسنعمل على إعطائك فكرة واقعية للنتيجة التي يمكنكِ توقعها من العلاج، سواء كان علاجًا طبيًا أو جراحيًا.
مقياس لودفيغ لتساقط الشعر عند النساء
لتقييم درجة تساقط الشعر في البيت، قفي أمام المرآة وضعي مرآة أخرى خلفك وأخرى فوق رأسك، بالضبط كما يفعلون في صالونات تصفيف الشعر (الكوافير)، وربما تحتاجين إلى مساعدة صديق أو فرد من العائلة.
الدرجة الأولى (1): يصعب على معظم النساء ملاحظة تساقط شعرهم في هذه المرحلة، حيث يظل خط الشعر الأمامي سليمًا بشكل نسبي، وفي هذه المرحلة يمكن تساقط الشعر في مقدمة وقمة الرأس، وقد يكون الصلع ملحوظًا عند تفريق الشعر في منتصف الرأس، وتتسع المنطقة الصلعاء أكثر فأكثر مع الوقت.
الدرجة الثانية (2): في هذه المرحلة يمكن للنساء ملاحظة الآتي: تساقط الشعر، هرّ الشعر، انخفاض عام في كثافة الشعر، ووجود بقعة صلعاء عند تفريق الشعر في منتصف الرأس تتسع بمرور الوقت. ويمكن إجراء عملية زراعة شعر بناء على شدة هذه الأعراض لدى النساء التي تعاني منها.
الدرجة الثالثة (3): وهي أكثر حالات فقدان الشعر تطرفًا عند النساء، وعند هذه النقطة يكون الشعر خفيفًا جدًا فيصبح من الصعب إخفاء المساحة الصلعاء في الرأس، وتصبح واضحة للعَيَان.
من المهم معرفة أن النساء اللواتي يظهر لديهن نمط فقدان الشعر كما تم وصفه في الثلاث مراحل أعلاه، لن يصبن بالصلع أبدًا. ومستحيل أيضًا لهؤلاء النساء أن يفقدن خط شعرهن الأمامي بشكل تام كما يحدث في حالة تساقط الشعر عند الرجال. ومن ناحية أخرى فقد يظهر لدى بعض النساء أعراضًا مشابهة لتساقط الشعر عند الرجال. وعادة ما يصاحب ذلك درجة من انحسار الشعر على جانبيّ الرأس، ويمكن علاج هذه الحالة جراحيًا لو لم يكن هناك سببًا أكبر وراءها.
أسباب أخرى لتساقط الشعر عند النساء
الثعلبة الناتجة عن الشد
تنجم الثعلبة الناتجة عن الشد عن تصفيف الشعر أو شده بقوة (على سبيل المثال: تسريحة ذيل الحصان المشدود)، وهي حالة مؤقتة لو تمت ممارسة الشد لفترة قصيرة، بينما تصير دائمة عندما يمارَس الشد فترات طويلة. ومثالاً على ذلك هم رجال السيخ الذين بعد مرور سنوات عديدة من الربط المحكم لشعرهم الطويل، يصبح بإمكان رؤية الثعلبة لديهم وتكون في أغلب الأحوال على شكل بقعة صلعاء في مقدمة خط الشعر لديهم، وحينها يمكن لزراعة الشعر أن تعمل على استعادته بشكل دائم، ولكن فقط إذا تم وضع حد لأصل المشكلة.
ويمكن الإصابة بالثعلبة الناتجة عن الشد في حال استخدام مكواة الشعر، بالذات بشكل مفرط ومع القيام بشد الشعر بقوة.
الندوب والحروق الكيميائية
يمكن أن تتسبب المواد الكيميائية المستخدمة في تصفيف الشعر في تقليل كثافة الشعر ولكن ليس في فقدان حقيقي له، وتشتمل هذه المواد على الصبغات والمبيضات والمستحضرات ومكواة الشعر وأدوات تمليسه، ولكن لو تم استخدام هذه المواد بشكل خاطيء فقد تلحق ضررًا جسيمًا في الجلد وبصيلات الشعر، مما يؤدي إلى فقدان دائم للشعر. وبالمثل يمكن أيضًا لحروق الجلد أن تُتلف بصيلات الشعر مما يؤدي إلى تكوُّن بقعة صلعاء. وفي كلا الحالتين يمكن أن تكون زراعة الشعر خيارًا علاجيًا، ولكن هذا يتوقف على حجم الضرر اللاحق بالأنسجة.
ويمكن لعملية غسل شعر الرأس بشامبو ثم تناول فيتامين إي، أن تعمل بكفاءة على تخفيف الضرر في بعض الحالات التي لم يلحق بها ضرر جسيم.
الإجهاد البدني والنفسي
يمكن للإجهاد البدني والنفسي أن يُسبب أو يُعجِّل تساقط الشعر، وبعض الأمثلة على هي المرض الشديد، والخضوع لجراحة، والمعاناة من ظروف صحية خاصة (كشذوذ الغدة الدرقية والتعداد المنخفض لكريات الدم)، والتغير السريع للوزن، والإجهاد النفسي. بيد أنه بمجرد زوال سبب الإجهاد، يعود الشعر للنمو مجددًا في غضون شهور.
جراحة التجميل
يمكن لعمليات شد الوجه أو رفع الحاجب، أو الخضوع للعمليات الجراحية التي تتضمن قدرًا كبيرًا من شد الوجه، أن تسبب فقدان للشعر عند مقدمة خط الشعر في الجبهة. إلا أن زراعة الشعر يمكنها علاج ذلك بكفاءة. وإن فقدان الشعر اللاحق لعملية جراحية في الوجه عادة ما يكون مؤقتًا، حيث يعود الشعر للنمو مجددًا مع مرور الوقت. ولكن في حالات معينة قد يكون الصلع دائمًا، وإذا قمت باستشارتنا فبإمكاننا تحديد نوع حالتك وتوفير المشورة فيما هو التصرف الأمثل الذي ينبغي عليك اتخاذه.
الثعلبة البقعية
وهي تعد أحد أمراض المناعة الذاتية التي يفرز فيها الجسم أجسام مضادة للشعر، مما يؤدي في النهاية إلى الصلع. وتظهر هذه الحالة على هيئة عدة بقع صلعاء بالكامل، وربما يحدث صلع تام للرأس (الثعلبة الكاملة للرأس) في الحالات الأكثر خطورة، أو حتى فقدان تام لكل شعر الجسم (الثعلبة الكاملة للجسم)، ويمكن أحيانًا للعلاج الطبي أن ينجح في التعامل مع الحالات الخفيفة من الثعلبة البقعية. وفي أغلب الأحيان تشفى الحالة من تلقاء نفسها، ولكن ربما تعاود الظهور في مرحلة لاحقة. وعلى عكس ما يعتقده البعض فإن الثعلبة البقعية لا يصاحبها أي ألم ولا تعتبر مرضًا وراثيًا.
الأدوية
هناك المئات من الأدوية التي قد تسبب فقدان الشعر، وهي تشتمل على بعض أدوية ترقيق الدم (مضادات التخثر) وأدوية الغدة الدرقية، والعلاج الكيميائي لمرض السرطان وحبوب منع الحمل. ويمكن أن ينعكس تأثير هذه الأدوية بمجرد التوقف عن تناولها أو تغييرها، ويمكن أن يساعدك طبيبك أو الصيدلي الخاص بك على تقدير الآثار الجانبية الختلفة للأدوية التي تتعاطاها، وفي حالة حضورك إلى عيادتنا للحصول على استشارة، فمن المهم أيضًا أن تجلب معك قائمة أدويتك.
أمراض الجلد والثعلبة الندبية
يمكن لمشاكل الجلد كالإكزيما والصدفية والندوب والالتهابات أن تسبب فقدان الشعر بشكل دائم أو مؤقت. ونحن نقدم لك خيار العلاج الجراحي لاستعادة الشعر في حالة تساقطه بشكل دائم. ولكن فقط حين يتم علاج المرض الجلدي أو في حال أصبح المرض خامدًا. وتكون العديد من هذه الأمراض مؤقتة أو على أقل تقدير تعاود الظهور بين الحين والآخر، ولذا فعليك أن تلجأ للجراحة فقط في حالة خمود المرض الجلدي بشكل مؤكد. ومن الضروري في بعض الحالات إجراء تقييم وتشريح كامل لفروة الرأس لتشخيص وتحديد المرض الذي يعاني منه الجلد.
العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي
تعمل العديد من الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي على مهاجمة الخلايا السرطانية وتعطيل نموها، ولكن هذه الأدوية يمكنها أيضًا -للأسف- أن تهاجم الخلايا الطبيعية للجسم بما في ذلك بصيلات الشعر. ويمكن ارتداء قلنسوة التبريد على الرأس أثناء الخضوع للعلاج الكيميائي، للوقاية الفعالة من تساقط الشعر، حيث تحد القلنسوة من وصول أدوية العلاج الكيميائي إلى فروة الرأس. ولحسن الحظ فإن الشعر يعاود النمو مجددًا في أغلب الحالات بعد انتهاء دورة العلاج.
وبالمثل فإن الآشعة المستخدمة في العلاج الإشعاعي للسرطان قد تسبب فقدان الشعر في المنطقة المتعرضة للعلاج.
وفي الحالات التي يتوقف فيها الشعر عن النمو، أو التي لا ينمو فيها على النحو المرجو بعد العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، فنحن يمكننا بالتأكيد مساعدتك في التخفيف من حدة مشكلة فقدان الشعر. وسنقوم بالتعاون مع الفريق الطبي المعتني بحالتك قبل خضوعك لأي شكل من أشكال العلاج. ونحن نضع في أولوياتنا سلامتك وكفاحك للسرطان، فنحن نتفهم التوتر والقلق الذي قد يصيبك عند فقدانك للشعر.
هوس نتف الشعر
إن هوس نتف الشعر (Trichotillomania) هو عدم قدرة المريض على التحكم في رغبته بنتف الشعر من مناطق معينة في جسمه، كشعر الرأس أو الحواجب أو الرموش، وهو حالة نفسية يستجيب فيها المريض لرغبته الملحة في نتف الشعر والذي يتبعه نوعًا من الراحة، ويمكن أن ينتج عن ذلك بقع صلعاء في الرأس أو مناطق النتف الأخرى. وقد يشعر من يعاني من هذا المرض بالذنب أو الحرج أو الخزي أو أية مشاعر سلبية أخرى.
ويجب أن تكون أولى خطوات العلاج هي اللجوء للعلاج والاستشارات النفسية، حيث لا يمكن اللجوء لخيارات أخرى كجراحة زراعة الشعر إلا في حالة التأكد من التلاشي التام للرغبة الملحة في نتف الشعر.
الحمل والولادة
تعاني العديد من النساء من درجة ما من تساقط الشعر بعد عدة أشهر من الولادة، ويحدث ذلك بسبب تأخر في عملية تساقط الشعر الطبيعية في فترة الحمل، حيث يزداد الشعر كثافة خلال الحمل بسبب زيادة مستويات الإستروجين مما يطيل من مرحلة نمو الشعر، وبالتبعية يقلل من كمية الشعر المتساقط عند الاستحمام أو العالق في فرشاة الشعر.
وتعود دورة نمو الشعر إلى طبيعتها بعد الولادة مما يؤدي إلى تساقط الشعر الملحوظ، ويعود شعر الرأس إلى كثافته الطبيعية بعد قرابة 6-12 شهرًا من الولادة.