تساقط الشعر عند الرجال

إن نمط الصلع الذكوري هو أحد أشكال تساقط الشعر، وهو يظهر عادة في مقدمة الرأس أو أعلى منتصف الرأس أو قمة الرأس (التاج)، وتُعرَف هذه المناطق بشكل عام على أنها المناطق التي لا ينمو فيها الشعر بشكل دائم. بينما عادة ما ينمو الشعر مدى الحياة في مناطق جانبيّ وظهر الرأس، والتي تُعرف بأنها مناطق نمو الشعر “الدائمة” أو “المنطقة المانحة”.

وينجم تساقط الشعر عن وجود مستقبلات الهرمون الذكوري في جذور الشعر بالمناطق التي لا ينمو فيها الشعر بشكل دائم. ولا تتواجد هذه المستقبلات في مناطق نمو الشعر الدائمة. وتبدأ عملية تساقط الشعر عندما يقوم الهرمون الذكوري الديهيدروتستيستيرون (DHT) بتحفيز المستقبلات، وحينها تنخفض وتيرة نمو الشعر في المناطق المصابة بحيث تبدو كل بصيلة شعر أكثر نحولاً ورهافة، قبل أن تتوقف تمامًا عن النمو وتبدأ بالتساقط. ويتحدد تعداد ومكان خصلات الشعر المتساقطة بواسطة الجين الوراثي المكتسب من أحد أو كلا الوالدين، هذا بالرغم من أهمية إدراك أن نمط الصلع الذكوري لا يعتبر عملية تطوّرية، بل إن الرجل يرث نمطًا معينًا من تساقط الشعر منذ لحظة ولادته وتتجسد الحالة في مرحلة معينة في عمره، أي أننا لا نصاب بالصلع بشكل تدريجي كلما تقدمنا في السن.

إن سبب سقوط الشعر هو تغير في دورة حياة جذور الشعر، والذي يتسبب فيه الهرمون الذكوري الديهيدروتستيستيرون. حيث تستغرق مرحلة نمو الشعر من 6 إلى 7 سنوات قبل أن تبدأ عملية تساقط الشعر، بينما تستغرق مرحلة الراحة ما يقارب 100 يوم. وينتج تساقط الشعر الوراثي عن انعكاس دورة حياة الشعرة، مما يُقلص فترة النمو أكثر فأكثر ويزيد من طول فترة الراحة، وفي نهاية الأمر ينمو الشعر بشكل محدود للغاية أو لا ينمو إطلاقًا.

مقياس نوروود لتساقط الشعر بنمط الصلع الذكوري

male

الدرجة الأولى (1): في هذه الدرجة، ينحسر خط الشعر في جبهة الرأس بشكل طفيف في سن المراهقة. ولا يعتبر هذا النمط صلعًا.

الدرجة الثانية (2): وهي تتجسد بازدياد انحسار خط الشعر حتى يصبح على صورته عند الرجال البالغين، أي يصبح على بعد 1.5 سم من خط الشعر في جبهة الرأس. ويمكن أن ينحسر الشعر أيضًا في منطقة الصدغين (أي زاويتيّ الجبهة). ولا يعتبر هذا النمط صلعًا.

الدرجة الثالثة (3): وهي أولى مراحل نمط الصلع الذكوري التي تدعو للفحص، وتتميز بانحسار الشعر بشكل أعمق في منطقة الصدغين (أي زاويتيّ الجبهة).

الدرجة الثالثة (3) – فيرتكس (في قمة الرأس): وهي تمثل مرحلة تساقط الشعر في قمة الرأس، والذي قد يصاحبه انحسار الشعر في منطقة الصدغين أيضًا.

الدرجة الرابعة (4): يظهر فيها انحسار الشعر بشكل أوضح في القسم الأمامي من فروة الرأس والصدغين، ويصاحبه اتساع زائد للمنطقة الصلعاء أعلى قمة الرأس، ويفصل بين المنطقتين شريط ضيق من الشعر.

الدرجة الخامسة (5): يزداد اتساع المنطقتين الصلعاوتين في مقدمة الجبهة وفي قمة الرأس، ويقل كثافة شريط الشعر الذي يفصل بين البقعتين ويزداد ضيقًا.

الدرجة السادسة (6): يختفي الشعر تمامًا في أعلى منتصف الرأس، وتوجد بقعة صلعاء كبيرة في مقدمة وقمة الرأس، بينما يظل الشعر الموجود في ظهر وجانبيّ الرأس كثيفًا نسبيًا (منطقة نمو الشعر بشكل دائم).

الدرجة السابعة: تساقط شديد للشعر، ويصاحبه انخفاض في كثافة الشعر في ظهر وجانبيّ الرأس (منطقة نمو الشعر بشكل دائم).

أسباب أخرى لتساقط الشعر عند الرجال

الثعلبة الناتجة عن الشد

تنجم الثعلبة الناتجة عن الشد عن تصفيف الشعر أو شده بقوة (على سبيل المثال: تسريحة ذيل الحصان المشدود)، وهي حالة مؤقتة لو تمت ممارسة الشد لفترة قصيرة، بينما تصير دائمة عندما يمارَس الشد فترات طويلة. ومثالاً على ذلك هم رجال السيخ الذين بعد مرور سنوات عديدة من الربط المحكم لشعرهم الطويل، يصبح بإمكان رؤية الثعلبة لديهم وتكون في أغلب الأحوال على شكل بقعة صلعاء في مقدمة خط الشعر لديهم، وحينها يمكن لزراعة الشعر أن تعمل على استعادته بشكل دائم، ولكن فقط إذا تم وضع حد لأصل المشكلة.

ويمكن الإصابة بالثعلبة الناتجة عن الشد في حال استخدام مكواة الشعر، بالذات بشكل مفرط ومع القيام بشد الشعر بقوة.

الندوب والحروق الكيميائية

يمكن أن تتسبب المواد الكيميائية المستخدمة في تصفيف الشعر في تقليل كثافة الشعر ولكن ليس في فقدان حقيقي له، وتشتمل هذه المواد على الصبغات والمبيضات والمستحضرات ومكواة الشعر وأدوات تمليسه، ولكن لو تم استخدام هذه المواد بشكل خاطيء فقد تلحق ضررًا جسيمًا في الجلد وبصيلات الشعر، مما يؤدي إلى فقدان دائم للشعر. وبالمثل يمكن أيضًا لحروق الجلد أن تُتلف بصيلات الشعر مما يؤدي إلى تكوُّن بقعة صلعاء. وفي كلا الحالتين يمكن أن تكون زراعة الشعر خيارًا علاجيًا، ولكن هذا يتوقف على حجم الضرر اللاحق بالأنسجة.

ويمكن لعملية غسل شعر الرأس بشامبو يحتوي فيتامين إي (E)، أن تعمل بكفاءة على تخفيف الضرر في بعض الحالات التي لم يلحق بها ضرر جسيم.

الإجهاد البدني والنفسي

يمكن للإجهاد البدني والنفسي أن يُسبب أو يُعجِّل تساقط الشعر، وبعض الأمثلة على هي المرض الشديد، والخضوع لجراحة، والمعاناة من ظروف صحية خاصة (كشذوذ الغدة الدرقية والتعداد المنخفض لكريات الدم)، والتغير السريع للوزن، والإجهاد النفسي. بيد أنه بمجرد زوال سبب الإجهاد، يعود الشعر للنمو مجددًا في غضون شهور.

جراحة التجميل

يمكن لعمليات شد الوجه أو رفع الحاجب، أو الخضوع للعمليات الجراحية التي تتضمن قدرًا كبيرًا من شد الوجه، أن تسبب فقدان للشعر عند مقدمة خط الشعر في الجبهة. إلا أن زراعة الشعر يمكنها علاج ذلك بكفاءة. وإن فقدان الشعر اللاحق لعملية جراحية في الوجه عادة ما يكون مؤقتًا، حيث يعود الشعر للنمو مجددًا مع مرور الوقت. ولكن في حالات معينة قد يكون الصلع دائمًا، وإذا قمت باستشارتنا فبإمكاننا تحديد نوع حالتك وتوفير المشورة فيما هو التصرف الأمثل الذي ينبغي عليك اتخاذه.

الثعلبة البقعية

وهي تعد أحد أمراض المناعة الذاتية التي يفرز فيها الجسم أجسام مضادة للشعر، مما يؤدي في النهاية إلى الصلع. وتظهر هذه الحالة على هيئة عدة بقع صلعاء بالكامل، وربما يحدث صلع تام للرأس (الثعلبة الكاملة للرأس) في الحالات الأكثر خطورة، أو حتى فقدان تام لكل شعر الجسم (الثعلبة الكاملة للجسم)، ويمكن أحيانًا للعلاج الطبي أن ينجح في التعامل مع الحالات الخفيفة من الثعلبة البقعية. وفي أغلب الأحيان تشفى الحالة من تلقاء نفسها، ولكن ربما تعاود الظهور في مرحلة لاحقة. وعلى عكس ما يعتقده البعض فإن الثعلبة البقعية لا يصاحبها أي ألم ولا تعتبر مرضًا وراثيًا.

الأدوية

هناك المئات من الأدوية التي قد تسبب فقدان الشعر، وهي تشتمل على بعض أدوية ترقيق الدم (مضادات التخثر) وأدوية الغدة الدرقية، والعلاج الكيميائي لمرض السرطان وحبوب منع الحمل. ويمكن أن ينعكس تأثير هذه الأدوية بمجرد التوقف عن تناولها أو تغييرها، ويمكن أن يساعدك طبيبك أو الصيدلي الخاص بك على تقدير الآثار الجانبية المختلفة للأدوية التي تتعاطاها، وفي حالة حضورك إلى عيادتنا للحصول على استشارة، فمن المهم أيضًا أن تجلب معك قائمة أدويتك.

أمراض الجلد والثعلبة الندبية

يمكن لمشاكل الجلد كالإكزيما والصدفية والندوب والالتهابات أن تسبب فقدان الشعر بشكل دائم أو مؤقت. ونحن نقدم لك خيار العلاج الجراحي لاستعادة الشعر في حالة تساقطه بشكل دائم. ولكن فقط حين يتم علاج المرض الجلدي أو في حال أصبح المرض خامدًا. وتكون العديد من هذه الأمراض مؤقتة أو على أقل تقدير تعاود الظهور بين الحين والآخر، ولذا فعليك أن تلجأ للجراحة فقط في حالة خمود المرض الجلدي بشكل مؤكد. ومن الضروري في بعض الحالات إجراء تقييم وتشريح كامل لفروة الرأس لتشخيص وتحديد المرض الذي يعاني منه الجلد.

العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي

تعمل العديد من الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي على مهاجمة الخلايا السرطانية وتعطيل نموها، ولكن هذه الأدوية يمكنها أيضًا -للأسف- أن تهاجم الخلايا الطبيعية للجسم بما في ذلك بصيلات الشعر. ويمكن ارتداء قلنسوة التبريد على الرأس أثناء الخضوع للعلاج الكيميائي، للوقاية الفعالة من تساقط الشعر، حيث تحد القلنسوة من وصول أدوية العلاج الكيميائي إلى فروة الرأس. ولحسن الحظ فإن الشعر يعاود النمو مجددًا في أغلب الحالات بعد انتهاء دورة العلاج.

وبالمثل فإن الآشعة المستخدمة في العلاج الإشعاعي للسرطان قد تسبب فقدان الشعر في المنطقة المتعرضة للعلاج.

وفي الحالات التي يتوقف فيها الشعر عن النمو، أو التي لا ينمو فيها على النحو المرجو بعد العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، فنحن يمكننا بالتأكيد مساعدتك في التخفيف من حدة مشكلة فقدان الشعر. وسنقوم بالتعاون مع الفريق الطبي المعتني بحالتك قبل خضوعك لأي شكل من أشكال العلاج. ونحن نضع في أولوياتنا سلامتك وكفاحك للسرطان، فنحن نتفهم التوتر والقلق الذي قد يصيبك عند فقدانك للشعر.

هوس نتف الشعر

إن هوس نتف الشعر (Trichotillomania) هو عدم قدرة المريض على التحكم في رغبته بنتف الشعر من مناطق معينة في جسمه، كشعر الرأس أو الحواجب أو الرموش، وهو حالة نفسية يستجيب فيها المريض لرغبته الملحة في نتف الشعر والذي يتبعه نوعًا من الراحة، ويمكن أن ينتج عن ذلك بقع صلعاء في الرأس أو مناطق النتف الأخرى.
وقد يشعر من يعاني من هذا المرض بالذنب أو الحرج أو الخزي أو أية مشاعر سلبية أخرى.
ويجب أن تكون أولى خطوات العلاج هي اللجوء للعلاج والاستشارات النفسية، حيث لا يمكن اللجوء لخيارات أخرى كجراحة زراعة الشعر إلا في حالة التأكد من التلاشي التام للرغبة الملحة في نتف الشعر